((تخيل نفسك طالع من البيت و معاك كل حاجة في الدنيا، زوجة محترمة، كافحت معاك في الغربة لمدة عشر سنين، شجعتك تذاكر علشان تترقي في مهنتك ، اشتغلت كذا شغلانة علشان تشيل من على كتفك سنين طويلة ممكن تنضاف لغربتك .
حبك و حبها واحترامكم لبعض شيء بيشهد عليه كل الناس.
عندك 3 أولاد، بصحة جيدة، بتحب ابتسامة (عبدالله)، دلع (عمر) عليك و طاير من الفرحة بوجود (ليلي) آخر العنقود و اللي سميتها علي اسم والدتك.
عندك مستقبل مضمون بعد نجاحك في الزمالة الإيرلندية ، عقد عمل لدولة خليجية أفضل من السعودية و ماشي في اجراءات الترخيص لإيرلندا .
بتحلم بتعليم جيد لأولادك ومكان آمن علشان تربي فيه أولادك.
لك سمعة طيبة بين الناس، أصحابك في العمل، جيرانك، سايب انطباع جميل لكل حد اتعاملت معاه.
كنت بار بوالدك في حياته، بار بوالدتك حتي أم والدتك اللي أكرمتها بإستضافتك لها في السعودية.
غير الحال الميسور والرضا اللي دايماً بيحسدك الناس عليه.
روحت شغلك، رجعت الضهر، لقيت كل حاجة راحت، كأن حد تركك في غرفة بدون نوافذ و أطفأ النور فجأة.
زوجتك و أولادك مذبوحين ببشاعة، شرفك و سمعتك انتهكتهم ألسنة الناس، و ستر الله اللي طول عمره بيظلك اترفع عنك .
بقيت جاني و أنت اللي مقتول خمس مرات بعدد أفراد أسرتك.
ده اللي حصل بالظبط امبارح مع صديقي اللي عشت معاه 6 سنوات مشفتش منه غير كل خير.
(أحمد المحترم) زي ما كنا بنقول من وراه في طوارئ ينبع العام، أو (أبو عبدالله) زي ما الممرضين السعوديين بينادنوه.
من 2008 ولمدة 9 شهور كان رفيق الغرفة الواحدة والدوام الواحد، الطباخ الماهر الفرفوش، اللي أكتر انحراف بيعمله هو ماتشات الكورة، الشيء المقدس بعد اهتمامه ببيته .
فاكر كل عمرة روحناها مع بعض، فاكر زعله و حزنه لما زميلنا اللي حصلتله حادث أليم، واللي كان بيسألني بإستمرار يقدر يساعد معانا بإيه.
فاكر يوم ما استقبلنا عروسته بفستانها، فاكر فرحة عينه و كلامه عنها ، فاكر يوم ولادة عبدالله، يوم تعثر ولادة عمر، فاكر فرحته بالبنوته و هو بيقولي ماما طايرة من الفرحة.
كمان فاكر قلقه لما مراته كان بيجيلها دور برد، لما (عبدالله) اتأخر شوية في الكلام.
أحمد طول عمره زوج صالح، أب حنون و طبيب مجتهد.
أحمد مسالم بطبعه، عمره ما واجه مشكلة بالعنف، لما كان بيتطاول عليه مريض، كان بيسيبه ويمشي، و كنا كلنا بنحسده علي صبره.
بقول ليه الكلام ده؟
لإن أحمد صاحبي العزيز أكتر من عشر سنيين، انهاردة فيه ظابط شرطة فاسد أو فاشل و صحفي عديم الضمير والمهنية عايزين يقنوعوني ان أحمد بكل صفاته دي قاتل .
فيه كمان نفوس مريضة، ما احترمتش جلل المصيبة و عظم المصاب بقت بتخوض في سمعته و تتسلي بشرفه وللأسف بعضهم أطباء.
رغم إني قررت امتنع عن السوشيال ميديا علشان كنت متوقع ده ولكن مكنتش متوقع سقف الوساخة ده .
ربنا يعينك يا أحمد و يفرجها عليك،
أنا عمري ما أصدق إنك تعمل كدة حتي لو ادعوا إعترافك بالجريمة.
من امبارح و ابتسامة عبدالله ابنك مش بتفارق ذهني وبسأل نفسي ازاي طاوعت نفس أي بشري علي قتل البسمة دي.