لا أحد يقبل على نفسه أن يكون خائنا لوطنه وشعبه فلفظ العمالة والخيانة لفظ فظ ينفر منه الجميع بدون استثناء حتى من يستاؤون من احوالهم واحوال الوطن لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف يغرقون في وحل العمالة..؟!!
من الناحية السيكولوجية كل شخص يمتلك نقاط ضعف تختلف من شخص لأخر، وتتفاوت في قدرة تحمل الفرد على تجاوز اشكالياته، فقد تساعد البيئة المحيطة بالفرد على تعزيز نقاط الضعف او التغلب عليها بشكل او بأخر، فالبيئة تمثل الحاضنة الاساسية لكل فرد، فهي تعمل على صقل الشخصية وتعزيز الثقة بالنفس التي تكون بمثابة الدرع الواقي من اختراق نقاط الضعف للإنسان.
فمن خلال استغلال نقاط الضعف يتم الولوج الى مكنونات الشخصية والسيطرة عليها مستغلين احتياجاته وظروفه الصعبة ليتم تجنيده وتسخيره للعمل في بادئ الامر كرهاً، وفيما بعد في مرحلة متقدمة من التجنيد يتم ترويض الشخص بل وإقناعه ان ما يقوم به شيء هو الصواب بل وتتسابق بعض الشخصيات الى درجة الابداع في العمل والتفوق على مجنديه من المخابرات الصهيونية.
كيف يمكن ان تحدد نقاط الضعف؟
بالسابق وقبل عصر التكنولوجيا كان رجال المخابرات يعتمدون على الاحتكاك بشكل يومي بالمواطنين من خلال عملائهم المنتشرين في كل مكان، وتصنيف الاشخاص بشكل سطحي، هذه الطريقة لم تكن تؤتي ثمارها بالشكل المطلوب لأنها انتجت افواج من العملاء منبوذين بالأصل بين المواطنين لتدني اخلاقهم، وقد تم تهميشهم فيما بعد بشكل كبير لعدم تلبية الاحتياجات المطلوبة.
فكان للجيل الجديد من العملاء، الذين تم استقطابهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر التجسس على مكالماتهم اكثر تأثيراً واكثر تحقيقاً للأهداف، فنموذج الشخص المنحرف غير مجدي فالعميل المحترم والاكثر التزاماً هو من يحقق انجازات اكبر وهو اكثر قبولاً في الوسط الشعبي.
فعشرات المعلومات التي تنشرها عن نفسك كل يوم افراحك احزانك تذمرك مشاكلك توجهاتك احتياجاتك كلها كفيلة ان تحدد للمختصين من المخابرات الصهيونية نقاط ضعفك وكفيلة لاختراقك من خلالها واسقاطك بسهولة، فأنت تنشر نقاط ضعفك للجميع وبالمجان وتنتظر من يعمل عليها ليتم ادراجك في سجلات الضحايا فيما بعد.
العوامل الرئيسية للتجنيد:
– المال
بغرض تحقيق رغبة ، أو “أمنية” يصبح الفرد أسيرا لها، وهنا يتم عرض او إغداق المال على العميل إما لقضاء حاجته او للتمتع والظهور بمظهر القادر واللائق أمام الناس، أو طمع في الوصول الى وضع افضل ومستوي معيشه اعلى دون القناعة بما اعطاه الله، فرغبة بعض هؤلاء في عدم الاكتفاء ( بالدخل المشروع) ، واتباع اقصر الطرق وأسهلها للثراء مع الاستهتار بجميع القيم، قد يوقعه فريسة سهلة للمخابرات.
– العاطفة
سواء كان للانتقام من شخص معين نتيجة علاقة عاطفية او اسرية، أو أيديولوجية ، ففي الواقع هذه المعتقدات و الأفكار غالباً تكون قريبة جداً لنا لدرجة أننا لا نشعر بوجودها. و نحن نظن أن معتقداتنا و أفكارنا هي الشيء الطبيعي و الحقيقي بشكل واضح، حتى لو كانت تلك المعتقدات خاطئة، فإن العقل يجعلك تعتقد أنها الحقيقة، لأنها جزء من مجموعة أفكار تؤمن بها.
– الجنس
ويتم اخذ الشخص و جعل تدريجياً مخالفاً للقانون و للأخلاق لذلك تعمل المخابرات الصهيونية مع أسوأ انواع البشر وتستخدم مهارات عالية و غامضة في كيفية استقطاب الجواسيس في الداخل والخارج مستعينة بفتيات حسناوات وبائعات هوي في اسقاط ضحاياه.