نفى عسكرى تركى كبير ضلوعه فى محاولة الانقلاب الفاشل وقال، إنه على العكس من ذلك تفاوض مع منفذى العملية حتى أوقفوا تحركاتهم العسكرية وسمحوا لطائرة الرئيس رجب طيب أردوغان بالهبوط فى مطار أتاتورك، عندما استعان به الرئيس فى ذلك.
وقال المتهم الأول فى محاولة الانقلاب قائد القوات الجوية السابق الجنرال أكين أوزتورك: «أردوغان استعان بى لإجهاض الانقلاب وإقناع قادة من سلاح الجو بوقف التحركات العسكرية والسماح لطائرته بالهبوط، إلا أنهم خدعوه بعد ذلك وقبضوا عليه وأعلنوا أنه قائد الانقلاب العسكري».
وأضاف «أجريت المفاوضات بعلم بل بتكليف من الرئيس».
ونقلت صحيفة «توداى زمان» التركية، عن أوزتورك قوله، إنه هو من نجح فى إقناع قادة إحدى القواعد الجوية الرئيسية فى وقف الانقلاب والإفراج عن رئيس الأركان خلوصى آكار وكذلك قائد القوات الجوية الحالى عابدين أونال، لأنه كان قائدا سابقا للقوات الجوية حتى عام ٢٠١٥ وما زال الكثيرون من قيادات القواعد الجوية يحترمونه ويدينون له بالولاء.
وقال فى التحقيقات: «أنا لست أحد الذين خططوا للانقلاب العسكرى ليل ١٥ يوليو ٢٠١٦، ولم أكن من منفذيه، وهذه اتهامات باطلة خاصة أننى لعبت دورا فى إجهاضه».
وأضاف أنه لم يكن فى إسطنبول ليلة الانقلاب، وكان لديه أعمال فى وزارة العدل فى إزمير، حتى إنه لم يحضر حفل زفاف ابنة أحد أصدقائه فى إسطنبول، وقد قدم الأدلة التى تثبت ذلك.
وقال: «انتقلت ظهرًا على متن طائرة عسكرية إلى أنقرة مع صديقى قائد القوة البرية، وتوجهت مباشرة إلى منزل أحد أبنائه فى أكنجى أوسو لرؤية أحفاده.. وبقيت هناك حتى المساء».
وفى الليل اتصل به أصدقاؤه من إسطنبول يسألونه عما يجرى وحركة الطيران الكثيفة فى سماء المدينة، وبعدها عرف بما يجرى من خلال التليفزيون.
ورجح أن محاولة الانقلاب العسكرى مخطط أجنبى لإضعاف قوة تركيا، مشيرًا إلى أن فتح الله جولن لا يمتلك القوة التى تمكنه من أن يقوم بهذه العملية، ولا توجد قيادات بالجيش أو حتى بين طلبة الكليات العسكرية ينتمون إلى حركة جولن، ومنذ وصول أردوغان للحكم وحزبه لا يسمح لأى طالب منهم بالانضمام إلى تلك الكليات وتكون الأولوية دائما لأبناء أعضاء حزب العدالة والتنمية.
وكشف عن أن قائد القوات الجوية الحالى عابدين أونال كان يحضر حفل الزفاف الذى كان من المفترض أن يحضره هو أيضا فى إسطنبول، وأنه اتصل به وأخبره عن حركة الطيران غير العادية، وطلب مساعدته لفهم ما يجري.
وأوضح أنه اتصل بقائد القاعدة الجوية فى أنقرة وكان تلميذه ويدعى «كوبيلاى سلجوق» وأخبره أن قائد الأركان العامة متواجد فى القاعدة، فطلبت منه تأمين وصولى إلى القاعدة لفهم ما يجرى والتأكد من سلامة رئيس الأركان.
مضى يقول: «وصلت إلى القاعدة، كان قائد الأركان خلوصى آكار وكوبيلاى سلجوق ومحمد ديشلى فى غرفة يحتسون الشاي، وطلب منى آكار أن أتحدث معهم لإقناعهم بوقف ما يجرى وقلت لكوبيلاى سلجوق ومحمد ديشلى إن الانقلاب لن ينجح وأن المؤسسات الديمقراطية ستفشله وستكون ردة فعل الشعب قوية على المحاولة».
وأضاف: «لحظتها دخل ضابط اسمه عمر ولا أعرف لقبه، وطلب منى التوقف عن الحديث، وبعدها لم تقلع أى طائرة من القاعدة وإنما استمرت الطائرات فى الجو فى المهمة التى كلفت بها، والطائرات التى عادت إلى القاعدة لم يتم إرسالها مجددا».
وشدد على أنه لا يعرف كم مضى من الوقت فى محاولة الإقناع، لكنهم اقتنعوا فى النهاية وقرروا إنهاء الانقلاب بدون أى ضغوط، وأفرجوا عن رئيس الأركان ورئيس الوزراء.
وأضاف «قال لى آكار ابق هنا وأقنع هؤلاء، بعدها صعدت إلى الهليكوبتر، وذهبت إلى رئيس الوزراء، وكان الوقت فى الصباح الباكر ولكن لا أتذكر كم كانت الساعة بالضبط وبقيت فى القاعدة حوالى ساعة وصعدت إلى الهيلوكوبتر بعدها، لكن كانت هناك طائرة أخرى وعدد من طائرات الهيلوكوبتر المحلقة، وأطلقت النيران علينا من الطائرات التى كانت محلقة فى الهواء.. فاضطررت للعودة إلى القاعدة».
وشدد قائد القوات الجوية السابق على أن اتهامه مجرد افتراءات «وقد أعددت بيانا لتكذيبها ونشرته فى وسائل الإعلام.. بعدها ذهبت إلى البيت، وبدأت أنتظر.. كنت أفكر بأنهم سيأتون ويأخذونني، وفى الساعة الواحدة والنصف ليل السبت تم احتجازى من قبل القيادة المركزية ثم سلمونى للفريق الأمنى المكلف بالتحقيق.
وطالب بالاستماع لشهادة رئيس الأركان العامة خلوصى أكار وقائد القوات الجوية عبدين أونال والرئيس الثانى للأركان العامة يشار جولر ومستشار الاستخبارات العامة هاكان فيدان، وكل الطيارين الذين كانوا متواجدين هناك، وأقول بإننى لم أشارك فى محاولة الانقلاب.
وحول ورود اسمه فى وثائق الانقلاب وتعيينه فى منصب الرئيس الثانى للقيادة العامة بالجيش حال نجاح الانقلاب، أوضح أنه لا يعرف شيئا عن تلك الوثائق، ومنصبه ورتبته وخبرته العسكرية تجعله لا يقبل بهذا المنصب.