الجمعة , 22 نوفمبر 2024

أستاذ طاقة نووية: مشروع الضبعة تكلفته 45 مليار دولار وعوائده 280 مليار


أكد الدكتور يسرى أبو شادى، كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا، وأستاذ الطاقة النووية والخبير الدولى، عظم استفادة مصر من المفاعلات النووية التي ستقيمها روسيا خلال السنوات القادمة، مثمنا قيمة الاتفاق المصرى مع روسيا كونه يضم العديد من البنود لصالح مصر .

وكشف أبو شادى، خلال الندوة التى عقدتها شعبة الهندسة الكهربائية بالنقابة العامة للمهندسين برئاسة الدكتور فاروق الحكيم بالتعاون مع لجنة الطاقة بالنقابة وجمعية المهندسين الكهربائيين، أمس الثلاثاء، عن أنه قدم رسالة لرئيس الجمهورية سلمها لرئيس الوزراء بتاريخ 10 سبتمبر 2014 مطالبا بضرورة البدء فى الخطوات العملية لإقامة برنامج نووى فى مصر، ومقترحا إلغاء المناقصة والتعاقد بالأمر المباشر مع روسيا لبناء أول محطة طاقة نووية فى الضبعه على أن يتم استيراد وقود اليورانيوم المخصب من روسيا بمبدأ القرض أو الإيجار طوال فترة استخدامه فى المفاعلات مع إرجاعه لروسيا ثانية بعد الاستخدام مما يخلص مصر من أخطر الفضلات الإشعاعية ( الوقود المستهلك ) وكذا نضمن خروج اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم الناتج إلى خارج البلاد وهما العنصران المثيران للقلق الدولى عامة.

وأوضح أبو شادى، أن مصر وروسيا وقعا العقد الأساسى فى نوفمبر 2015 لكن هناك عقود تنفيذية وتم التفاهم عليها وبين يوم وليلة سيتم الإعلان عنه والبدء فى التنفيذ، مضيفا ” تشمل الاتفاقية شراكة مصرية بنسبة 20%، لكنها تتمثل فى العمالة، المقاولين، عمليات حفر الأرض، المهن المدنية المساعدة، وهذا ما لا أود أن تكتفى به مصر، بل نريد أن تشارك مصر فى صناعة المحطات النووية نفسها، خاصة أنها تمتلك الكوادر المهنية المُدرَّبة القادرة على المشاركة بفعالية فمصر تمتلك القدرة لتكون مصنعة ومصدرة للمفاعلات النووية ” .

وأشار ” أبو شادي” إلى أن مصر اختارت أن تكون مفاعلاتها من مفاعلات الماء الخفيف المضغوط ، وهى الأكثر انتشارا في العالم حاليا وتمثل 64% من المفاعلات فى العالم، وهذه المفاعلات يوجد منها 4 أجيال تضم الجيل الأول الذي ظهر في الخمسينات ثم الجيل الثانى الذى انتشر بشكل كبير فى السبعينات والثمانينات، وفى التسعينات ظهر الجيل الثالث المطور، وأخيرا ظهر الجيل الرابع الذى لن يدخل المجال التجارى قبل عام 2030 ، وقال”مصر فضلت أن يكون مفاعل الضبعة من الجيل الثالث المطور وهو أنسب الأنواع لمصر لأنه الأعلى أمانا”.

وأضاف أن هذا النوع من المفاعلات تصنعها 5 شركات فقط في العالم تضم شركة روزاتوم الروسية وكيبلو الكورية الجنوبية و”ستنجهاوس – توشيبا ” وهى شركة أمريكية يابانية مشتركة، وشركة أريفا الفرنسية واخيرا شركة سينيك الصينية، واختارت مصر الشركة الروسية لأنها أفضل الشركات الخمسة فضلا عن أن شركات كوريا وامريكا واليابان وفرنسا لا يمكنها أن تمنح رخص تشغيل مفاعلات إلا بعد موافقة الإدارة الأمريكية ذاتها، وهذه الموافقة لا تتم إلا بعد أن تحصل واشنطن على ضمانات ضخمة من الدولة التى سيقام بها المفاعل، يكون بمثابة شيك على بياض للإدارة الأمريكية، أما الشركة الصينية فخبرتها لا تزال أقل من الشركات الأخرى، ولهذا فإن اختيار الشركة الروسية كان اختيارا عبقريا.

وشدد أبو شادى، على أن المشروع النووى سيحقق لمصر مكاسب اقتصادية خيالية، قائلا:”مصر ستسدد 45 مليار دولار مقابل بناء وتشغيل المفاعلات الأربعة في الضبعة وفي المقابل ستحصل على كهرباء قيمتها 280 مليار دولار “، وأضاف ” مصر حصلت على أفضل تعاقد في تاريخ بناء المفاعلات النووية ، باتفاقها الأخير مع روسيا “.

وأكد أن المفاعل المصري سيتحمل زلازل حتي 9 ريختر ، ويتحمل تسونامى ضخم لمياه البحر ويقاوم القصف بالطيران والصواريخ، وسيتحمل قنبلة وزنها 400 طن مقذوفة بسرعة 200 متر في الثانية ولا يمكن اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة به، وفى حالة انقطاع الكهرباء عنه لأى سبب فكل ما سيحدث هو أنه سيتوقف عن التشغيل لحين عودة الكهرباء، وحوائطه تمنع خروج الإشعاع إلى الخارج، ولو وصل الأمر إلى أن إرهابى فجر قنبلة داخل المفاعل فإن كل ما سيحدث هو حدوث خدش بسيط جدا فى حجرة ” “الكنترول روم”.

وأوضح أبو شادى أن المفاعلات النووية الأربعة فى الضبعة ستنتج 20% من كهرباء مصر بخلاف 4 مليارات متر مكعب من المياه المقطرة الصالحة للشرب، بخلاف إنتاج بخار مياه تدخل فى صناعة الأسمدة والأسمنت، وشدد أبو شادى على أن موقع الضبعة أفضل مكان لإقامة المفاعلات الأربعة وقال:” المكان خضع لدراسات استمرت 33 عاما انتهت جميعها إلى أنه أفضل مكان لإقامة المشروع النووي المصرى”.

من ناحيته، أكد المهندس طارق النبراوى، نقيب المهندسين، أن نقابة المهندسين تدعم وتساند المشروع النووى المصرى، موجها تهنئته للشعب المصرى للقرار الجرئ بإنشاء المفاعلات النووية بالضيعة رغم كل محاولات إيقافه.

فيما أشار الدكتور فاروق الحكيم، إلى أن استخدام الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء حلم لكل المصريين منذ أكثر من 60 عاما وتحديدا منذ عام 1955 عند إنشاء أول لجنة للطاقة الذرية، وخلال تلك الفترة كانت تطرح مناقصات لكن يتم إيقاف المشروع ، ولكن منذ عام والقيادة السياسية أخذت القرار بإنشاء المفاعلات بموقع الضبعة وبدأت الاستعدادات والاتفاق على إنشاء أربع مفاعلات قدرة كل واحد منهم 1200 ميجاوات، ومن المتوقع ان يتم تشغيل أول مفاعل عام 2023 ويدخل الخدمة كل عام مفاعل تباعا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *