نعم دائما وابدا في الاتحاد قوة فنحن ننادي بالاتحاد لجميع المسلمين علي مستوي العالم عامة وخاصة علي المستوي العربي !! فينبغي ان نتحد علي كلمه لااله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم!! وان نتحد في جيش عربي قوي بقيادة ام الدنيا مصر!! وان نتحد في جميع اعمال الصناعه واعمال الزراعه وفي كل يشئ ساعتها نكون قوة لاتقهر ولا تستطيع قوي العالم الوقوف امامها ! بهذا نبني ونتقدم!!
*والاتحاد قوة، والقوة تؤدي إلى النصر*، والتفرق ضَعف، والضعف يحقِّق الهزيمة، والتاريخ خير شاهد على ذلك، اتحدَّ المسلمون في غزوة بدر، فانتصروا، واختلفوا في غزوة أُحد، فكان منهم مَن طلَب الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، ومنهم مَن طلب المال والعتاد، فخالفوا أمْر الرسول، فانهزَموا، وقد قال أحدهم: لماذا هُزِمنا وقد وعَدنا الله النصر؟ فأنزَل الله قوله موضِّحًا أسباب الهزيمة: ﴿ *وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ* ﴾ [آل عمران: 152].
وشرح هذا المعنى أحد الحكماء لأولاده؛ ليُلقنهم درسًا في الاتحاد، فقدم إليهم حُزمة من العصي قد اجتمعت عيدانها، فعجزوا عن كسْرها، فلما فُكَّ الرباط، وتفرَّقت الأعواد، تكسَّرت واحدًا واحدًا،!!
ولقد حضَّ الرسول – عليه الصلاة والسلام – على مبدأ الإخاء وإعلانه وتطبيقه منذ قَدِم المدينة؛ كما جاء في سيرة ابن هشام؛ حيث روى أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – حينما قَدِم المدينة كتب كتابًا بين المؤمنين والمهاجرين مع أهل يثرب من المدينة، ومَن جاورهم من اليهود، جاء فيه: (( *هذا كتاب من محمد النبي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب، ومَن معهم، فلَحِق بهم، فحلَّ معهم، وجاهَد معهم، إنهم أمة واحدة من دون الناس*)).
وهذا أول دستور عرَفته البشرية يُحدِّد إقليم الدولة الإسلامية، وهو المدينة، ويحدد شعبها وهم المسلمون، والأقليات التي تعيش معهم، ويحدِّد دستورها، وهو كتاب الله وسُنة الرسول محمد.
والواجب على الأمة الإسلامية اليوم أن تتَّحد وتأتَلف، فالتاريخ يحذِّرنا، انظر إلى تاريخ الأندلس مثلاً التي نُلقِّبها الآن بالكنز المفقود، تفرَّق المسلمون، واتَّصلوا بأعدائهم المسيحيين في أوروبا، وكان المسيحيون يستجيبون لهم ويقتل المسلمون بعضهم بعضًا، وهم يقفون موقف المتفرج؛ لعل الأحداث الآن في الوطن العرب كما كانت سابقًا في الأندلس، فالأمة العربية الآن متناحرة، والأعداء حولها يقفون موقف المتفرِّج.
قال تعالى: ﴿ *وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ* ﴾ [الأنفال: 46].فاالنزاع يؤدي الي الهزيمه والخسران وهذا مايقوم به اعداءنا بصناعه الاحزاب وصناعه الخونه في كل مكان لتفكك الامة وتصبح قصعه فيها مالذ وطاب للامم التي تريد الفتك بوحدتنا العربية كما تنبأ بذالك الرسول صلى الله عليه وسلم:!
( *يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها . فقال قائلٌ : ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ ؟ قال : بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم ، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ . فقال قائلٌ : يا رسولَ اللهِ ! وما الوهْنُ ؟ قال : حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ*)
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4297 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (( *ترَكت فيكم ما إن تمسَّكتم به، لن تضلوا بعدي أبدًا، كتاب الله وسُنتي*))، (( *يد الله مع الجماعة، والشيطان مع مَن يخالف الجماعة*)).
أمة الإسلام: إن الاتحاد هو أساس السعادة، وعماد كل تقدم ورقي، فالصحابة رضوان الله عليهم ليسوا من صلب واحد، ولا من أب وأم واحدة، إنهم من أقطار متفرقة، ولكن اجتمعوا تحت ظل “لا إله إلا الله، محمد رسول الله”، اجتمعوا على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
إذاً، فالاتحاد -يا أمة الإسلام- هو أساس السعادة، وعماد كل تقدم ورقي، والتاريخ الإسلامي يشهد لما جاء به الدين الإسلامي من أن الخير كل الخير في اجتماع الكلمة والتضامن، وتوحيد الصفوف، والتضحية بالمصالح الشخصية والرغبات الفردية في سبيل المصلحة العامة، فما نالت أمة من الأمم نصيباً من التقدم في شيء من شؤونها إلا باجتماع الكلمة!!
يا أمة الإسلام: على كل فرد مسلم واجب يؤديه، ووظيفة يجب أن يقوم بها لصالح الجميع؛ لأن كل فرد من أمة المسلمين على ثغر من ثغور الإسلام، فيجب أن يقوم بوظيفته ويؤديها بأمانة وإخلاص ووفاء.
فحذارِ حذارِ من التنازع والتفرق؛ فإنهما والله لمن الجنايات العظمى، والجرائم الكبرى، التي قد يدخل ضررها على العجائز في أقصى بيوتهن!!!؟؟
اتقوا الله، واجتنبوا التنازع والاختلاف والتفرق؛ فإن ذلك مبلبلٌ للأفكار، مهرقٌ للدماء، مؤججٌ لنار العداوة والبغضاء، وما أدراكم ما العدواة والبغضاء؟!
هي والله الغزو الموحش والحرب الطاحنة، التي طالما هزت أركاناً راسية، وأودت بمصالح، وكشفت عن خبايا.!!!؛
يا أمة الإسلام: اتقوا الله واعملوا على ما يجمع كلمتكم، ويقرب وجهاتكم، فذلك أول عدة تعتدونها لقتال أعداء الإسلام، وابتعدوا جميعاً عن مغريات الأعداء التي يزرعونها في صفوف المسلمين، في مشارق الأرض ومغاربها؛ ليضلوكم بها عن سبيل الله، ويبعدوكم عن دينكم الحنيف، وعن أخلاقكم، وعن المثل العليا التي جاء بها الإسلام ورسم لنا خطتها.!!!
أيها المسلمون: ما نال سلفنا الصالح في ماضيهم ما نالوه من عز منيع، وشرف رفيع، بكثرة أعدادهم، ولا بتوفر عددهم ولا بصواريخهم، ولا بطائراتهم النفاثة والطائرات الحديثه بأنواعها المختلفه، ولا بقنابلهم الذرية، ولكن نالوا ذلك بالإيمان بالله، فهو العدة القوية، والسلاح القويم؛ الإيمان بالله، وتوحيد الصفوف، ولَمِّ الشعث فيما بينهم، حتى أصبحوا يداً واحدة، ولساناً واحداً، ينبروا لصالح الإخاء والإخلاص الذي أطاح بعروش الظلم والعدوان -عروش كسرى وقيصر- ونشر لواء العدل والمساواة في أرجاء المعمورة.!!
وأما الآن -أيها المسلمون- فإن الحالة يرثى لها؛ لأن بعض المسلمين استبدل بحكم الكتاب والسنة الحكم بالقوانين الوضعية التي وضعها أعداء الإسلام من آرائهم، ونطقت بها أفواههم، معرضين عن كلام رب العالمين؛ الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله، معرضين عن سنة رسول الله التي هي أوضح من شمس النهار، لا يزيغ عنها إلا هالك، واستبدل البعض بالقوانين، واستبدل البعض بالأحزاب البعثية، واستبدل البعض بـالاشتراكية ، واستبدل البعض بـالشيوعية إلى غير ذلك من الأعمال التي نجح بإدخالها أعداء الإسلام ومنها الاحزاب بكافه انواعها!!؟، وهي مصداق لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” *افترقت اليهود والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة؛ ما أنا عليه وأصحابي*”.
أمة الإسلام: لقد نجح أعداء الإسلام بإدخال تلك المزيفات على الإسلام والمسلمين، وقد أعانهم عليها الشياطين الذين تلبسوا بالإسلام وليسوا من الإسلام في شيء، وإنما هم أعوان للشياطين!!؟
اتقوا الله واعملوا على ما يجمع الكلمة، ويوحد الصفوف، ويكون الهدف والغاية، تحت ظلال “لا إله إلا الله، محمد رسول الله”: ( *وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ*) [المنافقون: 8].
وهذا ما أشار إليه الهدي النبوي بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:( *المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه*) متفق عليه
بنَى الإسلامُ مُجتمَعَ المُسلِمينَ على أساسٍ مَتينٍ مِن الأُخوَّةِ والتآزُرِ فيما بيْنَهم؛ فقد أخْبَرَ اللهُ تعالى في كتابِه الكريمِ أنَّ المؤمنينَ إخوةٌ في الدِّينِ، والأُخُوَّةُ يُنافيها الحِقْدُ والبَغضاءُ، وتَقْتضي التَّوادُدَ والتَّناصُرَ، وقِيامَ الأُلْفةِ والمَحبَّةِ فيما بيْنَهم.وفي هذا الحديثِ يخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ المؤمنينَ في تَآزُرِهم وتَماسُكِ كُلِّ فَرْدٍ منهم بالآخَرِ، كالبُنيانِ المَرْصوصِ الذي لا يَقْوَى على البَقاءِ إلَّا إذا تَماسَكَتْ أجزاؤُه لَبِنَةً لَبِنَةً، فإذا تفَكَّكَتْ سَقَطَ وانهارَ، وشَبَّكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيْن أصابِعِه، إشارةً إلى أنَّ تعاضُدَ المؤمنينَ بيْنهم كتَشْبِيك الأصابِعِ بَعْضِها في بَعضٍ، فكما أنَّ أصابِعَ اليدينِ مُتعدِّدةٌ؛ فهي تَرجِعُ إلى أصلٍ واحدٍ، ورَجُلٍ واحدٍ، فكذلك المؤمنونَ وإنْ تعدَّدَت أشخاصُهم فهمْ يَرجِعونَ إلى أصْلٍ واحدٍ، وتَجْمَعُهم أُخُوَّةُ الإيمانِ.وهذا التَّشبيكُ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ كان لمَصلحةٍ وفائدةٍ؛ فإنَّه لَمَّا شَبَّهَ المؤمنينَ بالبُنيانِ الذي يَشُدُّ بَعضُه بَعضًا، كان ذلك تَشبيهًا بالقَوْلِ، ثُمَّ أوضَحَه بالفِعْلِ، فشَبَّكَ أصابِعَه بَعْضَها في بعضٍ؛ لِيَتأكَّدَ بذلك المثالُ الذي ضَرَبَه لهم بِقَوْلِه، ويَزدادَ بَيانًا وظُهورًا. فنحن المؤمنين ينبغي ان نبني بعضنا البعض وان نتماسك ونتحد في جميع اعمالنا ونكون يد واحده تضرب من حديد لكل من تسول له نفسه بتلاعب بالامن القومي بالخيانة!!؟
فَالْمُؤْمِنُ خَيْرَ مُعِينٍ لأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ فِي تَقْوِيَتِهِ وَإِعَانَتِهِ وَنُصْرَتِهِ، وَإِكْمَالِ نَقْصِهِ، يُسَاعِدُهُ إِذَا احْتَاجَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيُفَرِّجُ عَنْهُ وَيُعِينُهُ إِذَا ضَاقَتْ بِهِ الْكُرُوبُ وَالْمِحَنُ وَالابْتِلاَءَاتُ.
وَكُلَّمَا كَانَتْ مَعَانِي الأُخُوَّةِ وَالإِيمَانِ حَيَّةً فِي النُّفُوسِ، كُلَّمَا كَانَتْ هَذِهِ الرَّوَابِطُ أَقْوَى، وَلِذَلِكَ فَإِنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ لإِخْوَانِهِمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَهَذَا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَأْتِي مِنْ مَكَّةَ لَيْسَ مَعَهُ إِلاَّ إِزَارُهُ، فَيُؤَاخِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ سَعْدٌ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: “بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ” لِيَبِيعَ وَيُشْتَرَيَ وَيَتَكَسَّبَ!!؛
وَاِعْلَمُوا -عِبَادَ اللهِ -أَنَّ لِلْأُخُوَّةِ الإِيمَانِيَّةِ حُقُوقٌ مِنْها: الْحُبُّ فِي اللهِ وَالْبُغْضُ فِي اللهِ: قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإيمَانَ”(وَالْحَدِيثُ صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ). فَتُحِبُّ الْمُسْلِمَ للهِ -تَعَالَى-، وَلَيْسَ لأَجْلِ مَصْلَحَةٍ شَخْصِيَّةٍ دُنْيَوِيَّةٍ ، وَمَكَاسِبَ شَخْصِيَّةٍ ، أَوْ حِزْبِيَّةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ.
وَمِنْ حُقُوقِ الأُخُوَّةِ الإِيمَانِيَّةِ: قَضَاءُ حَاجَةِ أَخِيكَ المُسْلِمِ، وَتَفْرِيِجُ كُرْبَتِهِ، وَسَتْرُ عُيُوبِهِ، وَتَجَنُّبُ ظُلْمِهِ، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ” *الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ؛ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ*”(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
*قصه جميلة في الاتحاد قوة!!*
في إحدی الغابات، کان الفأر یعیش وحده، فتمنی أن یکون له : أصدقاء، يأنس بهم ويأنسون به، ويساعدهم ويساعدونه على مشقة العيش وتكاليف الحياة، فسار في الغابة يبحث عن صديق، فقابله غزال، فطلب منه الفأر أن يكونا صديقين، فوافق الغزال على ذلك، وتعاهدا على الصداقة والمحبة.. وذات يوم كان الفأر والغزال يسيران في الغابة، فقابلا غرابا، فقال الفأر للغزال: ما رأيك أن نضم الغراب إلينا فيكون صديقا لنا؟! فقال الغزال: وهل صداقة الغراب ستكون مفيدة لنا؟ فقال الفأر: ليس هناك صداقة غير مفيدة طالما أنها تقوم على الحب والتعاون. فوافق الغزال، و عرض الفار علی الغراب أن یکون صدیقا لهما.!!!
قال الغراب للفأر: إن لي صديقة يجب أن أستشيرها أولاً. فقال الفأر: ومن هي؟ قال الغراب: السلحفاة. فقال الفأر: إذن هيا بنا جميعا لنعرض عليها الأمر. ثم ذهب الثلاثة إلى السلحفاة، وعرضوا عليها أن يكونوا هم الأربعة أصدقاء؛ يتعاونون فيما بينهم. فرحبت السلحفاة بذلك؛ لأنها كانت تعلم أن في الاتحاد والتعاون قوة.. عاش الفأر والغزال والغراب والسلحفاة في حب وصداقة، وكان لهم بيت يجتمعون فيه كل ليلة، وفي الصباح يخرج كل واحد منهم إلى عمله، وعند غروب الشمس يعودون جميعا إلى بيتهم بالغذاء الوفير، والطعام اللذيذ، فيقتسمونه بينهم، ثم ينامون وهم في غاية السعادة بهذه الصداقة الجميلة، وذلك التعاون العظيم!!!!
ذات يوم، عاد الفأر والغراب والسلحفاة إلى البيت، وغابت الشمس ولم يعد الغزال، فخاف عليه الأصدقاء، فقال الغراب: سوف أطير في الجو، وأنظر على الأرض باحثا عن الغزال حتى أجده، وبينما هو يطير وجد الغزال واقعا في شبكة الصياد، فحزن عليه، وعاد مسرعا إلى البيت؛ ليخبر صديقيه بهذا الأمر، أخبر الغراب صديقيه بما حدث للغزال، وقال للفأر: هذا أمر ليس له غيرك، فهيا معي لتقرض الشبكة وننجي صديقنا. فقال الفأر للسلحفاة: انتظري أنت هنا؛ لأنك بطيئة المشي، وسوف يتأخر بنا الوقت لو ذهبت معنا. ثم خرج الفأر والغراب حتى وصلا إلى شبكة الصياد، فقرض الفأر الشبكة بأسنانه، فخرج الغزال سالما.
فكر الفأر والغراب والغزال في العودة سريعا، ولكنهم وجدوا السلحفاة أمامهم، فسألوها: ما جاء بك؟ فقالت: لقد ملأ الخوف علیکم قلبي، ولا عیش مع فراقکم، و جئت لأطمئن علیکم، وأثناء ذلك جاء الصياد، فجری الغزال، و طار الغراب، ودخل الفأر جحرا، فلم يجد الصياد إلا السلحفاة، فوضعها في الشبكة.. فكر الأصدقاء في إنقاذ السلحفاة، فقال الفار: أرى من حسن الحيلة أن ينام الغزال وكأنه جريح على الأرض، وينزل الغراب عليه كأنه يريد أكله، فيطمع الصياد فيه، ویتلهی عن السلحفاة، فاذهب أنا وأنقذ السلحفاة من الشبكة، وإذا اقترب الصياد طار الغراب وجرى الغزال. فنفذوا هذه الحيلة، وعاد الأربعة سالمين